والآن لنرى ماذا يحدث للطعام حين يأخذ طريقه في جهاز الهضم.. وبدايةً دعونا نعرِّف الهضم..
الهضم: هو عملية معقدة يتم فيها تحويل الطعام الذي يتناوله الإنسان إلى طاقة تعينه على البقاء. والهضم يتضمن عملية هامة وهي التخلص من الفضلات. والسبيل الهضمي أو قناة الهضم هو أنبوبة طويلة ملتفة تبدأ من الفم وتنتهي في الشرج. وهي مكونة من سلسلة من العضلات التي تنسق حركات الطعام وحركات الخلايا الأخرى المفرزة للأنزيمات و الهرمونات المساعدة على تحطيم الغذاء. وعلى طول الأنبوب الهضمي توجد 3 أعضاء تشارك في عملية الهضم وهي: الكبد و المرارة والبنكرياس. في الحقيقة إن رحلة الهضم تمر بعدة مراحل وهي بالترتيب:
1- الفم
هنا تبدأ عملية الهضم. في الواقع إن عملية الهضم تبدأ حتى قبل أن يتناول الإنسان اللقمة الأولى، فبمجرد شم رائحة الطعام تنبَّه الغدد اللعابية لتقوم بإفراز اللعاب والذي يزيد إفرازه إن تم تناول الطعام فعلياً. وحين يتم مضغ الطعام في الفم و تقطيعه إلى أجزاء صغيرة فإن آلياتٍ أخرى تبدأ لتشارك في عملية الهضم. فيبدأ الجسم بإفراز المزيد من اللعاب ليسهل عملية تحطيم الطعام وتحويله إلى الصورة الملائمة التي يستطيع عبرها الجسم أن يمتص الغذاء ويستخدمه لاحتياجاته المختلفة، هذا بالإضافة إلى العصارة المعدية التي تفرز لتعزيز عملية الهضم. 2- البلعوم و المري:
البلعوم أو ما يسمى بالحلق هو جزء من القناة الهضمية يقوم باستقبال الطعام من الفم، ويمتد من البلعوم عضو آخر وهو المري الذي يقوم بتوصيل الطعام إلى المعدة، كذلك الرغامى أو القصبة التي تحمل الهواء من الرئتين. وعملية البلع تحدث في البلعوم حيث أنها إرادية في جزء وانعكاسية في الجزء الآخر، ومن ثم يأتي دور اللسان والحنك الرخو (وهو الجزء الرخو من سقف الفم) اللذان يدفعان بالطعام نحو المري والذي يغلق الرغامى ومن ثم يدخل الطعام إلى المري. والمري هو أنبوب عضلي طويل يمتد من البلعوم والى الخلف من الرغامى وينتهي بالمعدة. ويتم دفع المواد الغذائية عبر المري باتجاه المعدة بواسطة سلسلة من التقبّضات للعضلات الدائرية تسمى الحركات الدافعة أو الحووية أو التمعجية. وقبل فتحة المعدة تتوضع عضلة حلقية الشكل تسمى المصرة المريئية السفلية (LES)، وهي تفتح لتسمح للطعام بالمرور وتغلق لتمنع مروره، وقد لا تعمل المصرة المريئية السفلية بشكل جيد وهي حالة مرضية تسمى القلس المعدي المريئي (GERD) أو المنعكس الذي يسبب حرقة المعدة أو التقيء (وهو الشعور الذي يحدث نتيجة عودة الطعام بالاتجاه المعاكس أي من المعدة باتجاه الفم). وتستمر الرحلة لنصل إلى المحطة الثالثة للطعام وهي المعدة والأمعاء الدقيقة وسنتحدث عنها بإيجاز..
3- المعدة والأمعاء:
دعونا نعرف المعدة بأنها عضو كيسي الشكل وهي ذات جدران متينة، وبالإضافة إلى كونها تحتفظ بالطعام فإنها أيضا تعمل كمطحنة وخلاطة له. والمعدة أيضًا تقوم بإفراز الحمض ومجموعة فعالة من الإنزيمات والتي تكمل عملية تحطيم الطعام لتحويله إلى مادة قوامها سائل أو يشبه العجينة، ومن ثم يذهب الطعام إلى الأمعاء الدقيقة. وبين الوجبات تُزال البقايا (الصلبة) الغير القابلة للتمييع من المعدة ومن ثم يتم إرسالها إلى الأمعاء الدقيقة لتختلط مع الفضلات ويتم التخلص منها.. تتكون الأمعاء الدقيقة من 3 عناصر: الاثنا عشر والصائم واللفائفي (الدقاق). ويتم في الأمعاء الدقيقة إتمام عملية الهضم حيث تمتزج محتوياتها مع العصارات البنكرياسية والصفراوية، كما أن موجاتٍ من التقلص المتتالية تأخذ دورها في هذه المرحلة لتقوم بتحريك الطعام وخلطه بمفرزات جهاز الهضم القادمة من البنكرياس والكبد. ومن المهم أن نذكر مدى أهمية الأمعاء الدقيقة في عملية امتصاص الغذاء وإرساله إلى تيار الدم، حيث يتم التآزر ما بين كل من الدقاق والإثنا عشر واللفائفي في أداء هذه المهمة. وكي نكون أكثر دقةً من الناحية العلمية يمكن أن نطلق على عملية تحريك الطعام ضمن الأمعاء من جزء لآخر بـ (الدافعة أو الحووية)، وهذه العملية تعتمد بشكل كبير على نشاط شبكة هائلة من الأعصاب والهرمونات والعضلات، وأي خلل هذه التكوينات يمكن أن يتسبب بحدوث حالات عديدة. وخلال فترة مكوث المواد الغذائية ضمن الأمعاء الدقيقة يتم امتصاصها عبر جدار الأمعاء الدقيقة ونقلها إلى تيار الدم، ومن ثم يتم إرسال الفضلات إلى الأمعاء الغليظة (القولون). ومن الجدير ذكره بأن كل ما يعلو الأمعاء الغليظة يسمى بـ (الجهاز المعدي المعوي العلوي) وكل ما يقع في الجزء السفلي منها يسمى بـ (الجهاز المعدي المعوي السفلي).
4-القولون و المستقيم و الشرج:
القولون (الأمعاء الغليظة) هو أنبوب عضلي يبلغ طوله من خمسة إلى سبعة أقدام ويقوم بوصل الأمعاء الدقيقة إلى المستقيم، وهو يتكون من القولون الصاعد (في اليمين) والقولون الهابط (في اليسار) والقولون المستعرض (في الوسط) والقولون السيني الذي يصل إلى المستقيم. الزائدة الدودية هي أنبوب صغير مرتبط بالقولون الصاعد. الأمعاء الغليظة هي عضو متخصص إلى حد كبير ومسؤول عن معالجة الفضلات ليكون التغوط (إفراغ الفضلات) سهلاً ومريحاً. البراز أو الفضلات الناتجة عن عملية الهضم تمر عبر القولون بالتمعج (الحركة الدودية)، بدايةً في الحالة السائلة وأخيراً في الحالة الصلبة، وعندما يمر البراز عبر القولون، يُمتصّ الماء الباقي. يُخزَّن البراز في القولون السيني (على شكل حرف s) إلى أن يُفرَغ في المستقيم، غالباً مرة أو مرتين في اليوم. يستغرق البراز لكي يجتاز القولون حوالي 36 ساعة. معظم البراز مكون من مخلفات الطعام و الجراثيم. هذه الجراثيم تؤدي عدة مهام مفيدة، كإنتاج الفيتامينات المتنوعة ومعالجة نواتج الفضلات وجزيئات الطعام، والحماية من الجراثيم الضارة. عندما يمتلئ القولون الهابط بالبراز، يفرغ محتوياته في المستقيم لتبدأ عملية الإطراح. تتمة رحلة الطعام خلال الجهاز الهضمي.. المستقيم هو تجويف طوله ثماني بوصات ويصل القولون بالشرج. فالمستقيم: • يستقبل البراز من القولون. • ينبه الشخص إلى ضرورة التغوط. • يحتفظ بالبراز إلى أن يتم التغوط. عندما يصل أي شيء إلى المستقيم (غازات أو براز) تقوم المستقبلات بإرسال رسالة إلى الدماغ. ثم يقرر الدماغ بعدها إذا كانت محتويات المستقيم بحاجة إلى الإطراح أم لا. إذا كان من الممكن طرحها، فإنّ المصرات ترتخي والمستقيم يتقلّص طارحاً محتوياته. أما إذا كان من غير الممكن طرح المحتويات فإنّ المصرات تتقلص والمستقيم يتوسع وبذلك يختفي التنبيه مؤقتاً. الشرج: هو الجزء الأخير من السبيل الهضمي. وهو يتألف من العضلات التي تحد الحوض (عضلات قاع الحوض) وعضلتين أُخريين تُدعيان المصرتان الشرجيتان (الداخلية والخارجية). إنّ عضلات قاع الحوض تُشكّل زاوية بين المستقيم والشرج التي تُوقف البراز من القدوم عندما لا يفترض ذلك. المصرتان الشرجيتان تؤمنان تحكماً جيداً بالبراز. المصرة الداخلية دائماً مُحكمة الإغلاق، إلا إذا دخلت الفضلات إلى المستقيم. وهي تكمننا من عدم طرح البراز عندما نكون نائمين أو غير منتبهين إلى وجوده. عندما نشعر بالحاجة للتغوط (الذهاب إلى الحمام) ، نعتمد على المصرة الخارجية التي تمكننا من الاحتفاظ بالبراز ريثما نذهب للحمام.
الأعضاء الأخرى المختصة بالهضم:
المعثكلة: بالإضافة إلى الوظائف الأخرى للمعثكلة، فإنها تُعد المصنع الرئيس للأنزيمات الهاضمة التي تُفرَز في العفج (القسم الأول من الأمعاء الدقيقة). هذه الأنزيمات تفكك البروتين والدسم والسكريات. الكبد: يمتلك الكبد وظائف متعددة، لكن اثنتين من وظائفه الرئيسية في الجهاز الهضمي هي صنع وإفراز مادة أساسية تدعى الصفراء ومعالجة الدم القادم من الأمعاء الدقيقة والمُحمّل بالمغذيات المُمتصَة حديثاً. الكبد يعمل على تنقية هذا الدم من العديد من المواد الضارة قبل الانتقال إلى بقية الجسم. المرارة: المرارة هي تجويف لتخزين الفائض من الصفراء. والصفراء التي صُنعت في الكبد تنتقل إلى الأمعاء الدقيقة عن طريق القنوات الصفراوية. إذا كانت الأمعاء لا تحتاجها، فالصفراء تنتقل إلى المرارة حيث تنتظر الإشارة من الأمعاء بأنّ الطعام قد قُدم. الصفراء تخدم وظيفتين أساسيتين. أولاً، تساعد على امتصاص الدسم في النظام الغذائي، ثانياً، تحمل الفضلات من الكبد والتي لا تستطيع النفاذ عبر الكلى.
زورا موقعنا
بنوتة دوت كوم